رواية سنمار العايق للكاتبة " مروة سالم" الكتاب أصلي مش كوبي ومستعمل استعمال خفيف جدا، يعني يكاد يكون جديد
وبنص التمن دلوقتي في المنصورة
التسليم في جامعة المنصورة أو في حي الجامعة
"المأساة هي الريح العاتية المغبرة التي تمر على شمعةٍ توقد ظلام النفس، فلا تطفئها بل تؤججها حتى تتحول لحريقٍ لاهبٍ يأكل كل ما حوله، فلا ينطفئ إلا بعد أن يحوّل وجدان الروح إلى رماد – مهما طال الوقت.
وأما هو، فيحيا داخل مأساةٍ بلا نهاية، إذ يأبى أن يسمح لها بالنفاذ لعمق روحه وإحراقها. وهكذا يحيا بوجعٍ صامتٍ ينعكس كبريقٍ حزينٍ بعينيه دون وشاية بما رأى صاحبهما من أهوال. . ذلك البريق ما هو إلا الضوء المبهر للتمرد المغوٍ الذي يعتبره المرء أداته الوحيدة للصمود حين تتحطم كل قلاعه. لقد أدرك مؤخرًا أن البقاء إنسانٌ بزمن الأوغاد يعني أن تضحي بكل شيءٍ تملكه بدءًا من قناعاتك حتى وجدانك نفسه. . يعني ألا تحاول أن تفهم أي شيءٍ مما يجري حولك. . وألا تبحث عن تفسير، أو تقيّم شيئًا وفقًا لسلسلةٍ من المعايير أو بوصلةٍ أخلاقيةٍ تظنها هي ميزان الحكم على الأمور. حتى وإن ظللت تحسن التصرف، ستجد نفسك واقعًا بشِرك الهزيمة حين تواجه أولئك الأوغاد بما تعرف يقينًا أنه الصواب.
ما الذي جناه من التسلح بالفضيلة في مواجهة القبح سوى تدنيس قلبه!! والآن حين أصبح مضطرًا لسرقة نصيبه من الحياة، يتهمونه بإضرام الوجع بنفوس الأبرياء.
غرامٌ يؤطره سور نُقعت قضبانه بالسم.
يبدو كأميرٍ جميلٍ غاب عنه نصف القمر إلا أنه يأبى ألا يظل شامخ الكبرياء متسلحًا بشحيح ضوئه؛ ليساعد الحائرين.
وهي امرأة العبق والسحر، بل امرأة الخطر، هي المغامرة الكبرى التي سيلقى بصولاتها الأهوال، ويعود إما محترقًا بالجوى أو ميتًا بلدغة الأفعى. . إنه أخر بدرٍ يرقص بالسماء قبل أن يسود الظلام رافضًا الظلم والقهر، فكيف عساها ألا تتنعم بنوره وضيائه؟!"